إنجاز جديد في عالم الطبّ يسجّل في لبنان. إذ سطّر الدكتور في جراحة العظام والمفاصل، بلال عبيد، خرقاً ناجحاً في أول عملية من نوعها لعلاج التهابات العظام، بواسطة جهاز خاص ابتكره لهذه الغاية. وأجرى هذه العملية في 5 آذار 2019، في مستشفى تبنين الحكومي، للمريضة نجاح وزاني، بعد تعرضها لحادث سير مأسوي عام 2008. وقد عجز الأطباء في لبنان والخارج عن استعادة قدرتها على المشي، وعلاجها من الآلام، لعدم حصول التحام للعظم في الكسر المفتوح، نتيجة التهاب حاد في داخله.
براءة اختراع
الجهاز الجديد الذي ابتكره عبيد متعدّد الوظائف، يتممها في عملية واحدة. وهو إنجاز طبي رائد قدّمه لبنان للعالم. وقد حصل عبيد على براءة اختراع لجهازه، الذي سينقذ من خلاله مرضى كثيرين، ويساعدهم على استعادة القدرة على المشي.
يلفت عبيد في حديث إلى “المدن” إلى أن في رصيده العديد من الإنجازات الطبيّة والتقنيات المتطوّرة، وحصل على أكثر من براءة اختراع. ويقول: “أضفت على جهاز موجود، تقنية خاصة بكسر الورك، وتقنية حديثة لعملية زراعة الكوع، وآخرى بتطويل العظام وقصّها، ما يساعد في التحامها بشكل أفضل، ويضمن حصول نسبة نجاح عالية للعمليات”.
بالتعاون مع شركة ألمانية
في أولى بداياته المهنية عام 2011، تراءت لعبيد فكرة استحداث جهاز لتثبيت العظام في الجسم، ومعالجة الإلتهابات القوية في داخلها، عبر إيصال مواد مضادة للإلتهاب مباشرة إلى الموضع المحدّد. وعرض المشروع على شركة Intercus الإلمانية، لتصنيع المواد الطبيّة، فرحبّت بتصميم الجهاز، وشجّعته على تنفيذه، بعدما تبنّت تصنيعه من دون أي مقابل مادي.
انهمك الشاب الطموح، خلال ثمانية أعوام، في العمل على المشروع، لناحية الأبحاث والدراسات، ووضع لمساته الأخيرة، قبل إرسال التصميم كاملاً إلى الشركة في نهاية 2018. وتم تصنيعه في ألمانيا، وأصبح جاهزاً للاستخدام في مطلع العام 2019. ويقول عبيد: “لقد واكبتني Intercus عن كثب، ودعمتني حتى أنجاز مشروعي الحلم، وطلبت إنضمامي إلى جمعية المخترعين الألمان”.
أول عملية
يروي الدكتور عبيد، إبن برعشيت الجنوبية، بفخر ورضى، عن العملية الأولى من نوعها في لبنان والعالم، التي أستخدم فيها الجهاز لمريضته: “سبق أن خضعت المريضة نجاح وزاني لعمليات متعدّدة في ساقيها، ولم تتكلل بالشفاء، لعدم قدرة الأطباء على لحم العظم بسبب الإلتهابات القوية في داخله”. ويضيف “في السابق كنا نصطدم بمشكلة إيصال الدواء بشكل متواصل إلى العظم مباشرة، لكن اليوم وبفضل هذا الجهاز تم تغيير المفصل في حالة وزاني، وتثبيت العظم المكسور فيه، وتعييّن معالجة الإلتهابات من خلال إيصال المادة المعالجة إلى موضع الإلتهاب، بشكل بطيء. وبحدود التسعة أشهر حداً أقصى، ومن دون أن ينكسر الجهاز”، وأشار إلى أن هناك مرضى يحتاجون لوضع الجهاز لمدة أقصر، كون المسألة تتعلق بحالة كل مريض ومدى تفاعل جسمه مع أدوية الإلتهاب.
مواصفات الجهاز
يمكن استخدام الجهاز لأي نوع من الكسور في جسم الإنسان، باستثناء الظهر، لأن الإصابات فيه لا تكون مفتوحة، ويتلاءم مع كل أنواع العظام ومواصفاتها. وقد يبلغ وزنه بين 50 و100 غرام، حسب طوله وقياسه، الذي يبدأ من 3 سنتمتراً إلى 12 سنتمتراً.