دمشق: هذا رأينا في عون وزيارته

 

 

كتب الصحفي عماد مرمل في صحيفة “الجمهورية”، مقالا بعنوان: “دمشق: هذا رأينا في عون وزيارته”، جاء فيه:

 

 

“تبدو العلاقة بين رئيس الجمهورية ميشال عون والقيادة السورية في أفضل حال هذه الايام، مع انّ عون لم يزر دمشق بعد، على رغم من مرور سنتين وبضعة أشهر على تولّيه سدة الرئاسة. ويمكن في هذا الاطار التقاط عدد من الاشارات التي تعكس مقداراً عالياً من التناغم السياسي بين الجانبين في مقاربة ملفات تحظى بالاهتمام المشترك”.

 

وأشار مرمل إلى أن “على وقع الاعباء المتزايدة لملف النازحين، راجت في الفترة الاخيرة توقعات حول احتمال أن يزور عون او وزير الخارجية جبران باسيل دمشق قريباً، للبحث مع القيادة السورية في وسائل تسريع عودة النازحين، بالتنسيق مع الجانب الروسي، من دون انتظار الضوء الاخضر من المجتمع الدولي الذي تتهمه بيروت ودمشق بعرقلة العودة عبر ربطها تارة بالحل السياسي وطوراً بضمانات تعجيزية”.

 

 

ومن الواضح انّ عون تجنّب طوال الفترة الماضية الذهاب الى دمشق، مراعاة بالدرجة الاولى لاعتبارات شركائه في الحكم من خصوم الرئيس بشار الاسد، ولاسيما منهم الرئيس سعد الحريري ومَن يمثّل، متفادياً استفزاز المتحسسين حيال خطوة كهذه قد تتسبّب في شرخ داخلي إضافي، على رغم من اقتناعه بأهميتها ومردودها الاجمالي.

 

 

وبينما لا يوجد أي تأكيد من الطرفين المعنيين لاحتمال حصول زيارة رئاسية لدمشق قريباً، يشدّد مسؤول سوري كبير على أنّ عون مُرحّب به في اي وقت، والدعوة إليه مفتوحة، لافتاً الى انّ عدم مجيئه حتى الآن لا يحمل اي دلالة سلبية، وإن يكن قد مرّ نحو سنتين ونصف السنة على انتخابه رئيساً للجمهورية، “إذ انّ التلاقي بينه وبيننا حاصل ومستمر على صعيد المقاربة المشتركة للقضايا الاساسية التي تهم الدولتين، حتى لو لم يتم اللقاء المباشر بعد”.

 

 

ويؤكد هذا المسؤول السوري انّ دمشق ليست في وارد ان تُحرج أحداً، وهي تتفهم الظروف التي ربما تكون قد دفعت عون الى عدم زيارتها حتى هذا الوقت، “وبالتالي ما من مشكلة في الأمر بتاتاً، وموقفنا منه لا يرتبط بالزيارة”.

 

 

ويشير الى انّ هناك انسجاماً سياسياً في الطروحات بين الرئيسين ميشال عون وبشار الاسد حيال المسائل الاستراتيجية، سواء التقيا على المستوى الشخصي أم لا، لافتاً الى “انّ دمشق مرتاحة كثيراً الى مسار تجربة عون في رئاسة الجمهورية حتى الآن، وهي تتابع ببالغ التقدير المواقف الوطنية والقومية التي يتخذها منذ وصوله الى الرئاسة”.

 

 

ويتوقف المسؤول السوري الكبير عند تفاصيل طريقة تعاطي رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو خلال رحلته الاخيرة الى لبنان، ملاحظاً انّ الـ”body language” (لغة الجسد) التي استخدمها عون أثناء استقباله بومبيو كانت بليغة في دلالاتها وتعابيرها، وعكست موقفه الصارم والصلب في مواجهة الضغوط الاميركية.

 

 

وينفي المسؤول السوري بشدة ما تروّجه بعض القوى اللبنانية حول عدم وجود نية حقيقية وصادقة لدى دمشق لإعادة النازحين، مؤكداً الاستعداد لتقديم أقصى التسهيلات الممكنة لهم من أجل تسهيل رجوعهم الى وطنهم، إنما من دون ان تكون لهم “امتيازات” على حساب المساواة بين المواطنين السوريين.

شاهد أيضاً

الثورة لا تحدها الأرض ، وقفة تضامنية من برلين مع لبنان

خاص الموقع الواقع برس أقامت الجالية اللبنانية في ألمانيا بالتنسيق مع الرئيس السيد أحمد أحمد …