افتتحت جمعية “Beasts”، أمس، القرية الرمضانية في ملعب بيروت البلدي تحت شعار “رمضان بالبلدي أحلى”، بالشراكة مع السفارة الإماراتية في بيروت، وبرعاية رئيس الحكومة سعد الحريري. هناك، على مدى ثلاثين يوماً، سيفطر الصائمون على مائدة سفارة دولة الإمارات التي تكفّلت “بتجهيز وتقديم الإفطارات طيلة شهر رمضان”، بحسب السفير الإماراتي حمد الشامسي.
فيما ستتقاضى الجمعية – التي مُنحت أرض الملعب من دون مقابل – نحو 240 ألف دولار لتنظيم القرية. وهذا المبلغ هو ما تبقّى لـ”Beasts” من أصل مليون دولار أقرّته لها البلدية العام الماضي لتنظيم احتفالات رأس السنة والمولد النبوي وشهر رمضان.
وذكرت “الاخبار” ان الجمعية قدّمت أمام أعضاء المجلس البلدي، قبل ثلاثة أسابيع، عرضاً حول نشاطات القرية. خلال العرض الذي استغرق ربع ساعة قبيل انعقاد جلسة المجلس، امتنع بعض الأعضاء عن الحضور، لمعارضتهم استكمال المجلس البلدي صرف المساهمة للجمعية، خصوصاً “أن التجربة أثبتت أن احتفالات رأس السنة لم تكن على قدر التوقعات، ولم تستأهل المبلغ الضخم الذي صُرف لها، فيما مرّت مناسبة المولد النبوي من دون أيّ احتفال”. مع ذلك، لم يفعل تغيّب بعض الأعضاء فعله.
ولم يمنع المجلس من إقرار دفع المساهمة الرمضانية. وفوق ذلك، “قدّمت” البلدية الملعب للجمعية مجاناً لتنظيم القرية كـ”لفتة” من مجلس العاصمة “لأهالي طريق الجديدة الذين يستأهلون”، وفق عدد من الأعضاء، و”للاستفادة منه لوضع أكبر عدد من التجهيزات واستيعاب عدد كبير من الصائمين”.
واوضحت ان كان كل شيء سيسير على ما يرام لو أن الجمعية (التي “لا تبغي الربح” وفق ما يرد على موقعها الإلكتروني) لم تستغل هذه المناسبة، أيضاً، لتحقيق الأرباح عبر “تأجير” الأملاك العامة لحسابها. فقد جهزت الجمعية حوالى خمسين كشكاً بمقاسات مختلفة لتأجيرها للراغبين بعرض منتجاتهم بأسعار تراوح بين 800 و1500 دولار للكشك، حسب المواصفات المطلوبة، فيما تؤجر مساحات (space) لمن يرغب في وضع معداته أو عرض “ستاندات” مقابل 600 دولار! علماً أن القانون، في مثل هذه الحال ينصّ على ضرورة أن تُعلم الجمعية البلدية بما تنوي فعله وأن تدفع لقاء ذلك “رسوم إشغال أملاك عامة”، وهو ما لم يحدث وفق مصادر داخل البلدية.
وفي الوقت نفسه، نفى محافظ بيروت زياد شبيب، في اتصال مع “الأخبار”، أن يكون قد أعطى أيّ إذن بتأجير الأملاك العامة، مشيراً إلى أنه “إذا صحّ الأمر فسنعمل على اتخاذ الإجراء المناسب فوراً”، من دون توضيح طبيعة هذا الإجراء بعدما افتُتحت القرية، وبدأ بعض العارضين أعمالهم في الكيوسكات.